أكثر من 97% من الأطفال الذين يحتاجون إلى رعاية تلطيفية يعيشون في دول ذات دخل منخفض ومتوسط، حيث تمثل منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط 12% من هذه الفئة.
نهج تعاوني متعدد التخصصات
في نوفمبر 2024، عُقدت ورشة العمل الإقليمية الأولى متعددة التخصصات للرعاية التلطيفية للأطفال في الرباط، المغرب، لتعزيز التعاون والتعلم المشترك بهدف تطوير الرعاية في المنطقة. نُظمت الورشة من قبل “سانت جود غلوبال” بالتعاون مع الجمعيات الخيرية الأمريكية اللبنانية السورية (ALSAC)، ومجموعة طب أورام الأطفال في الشرق الأوسط (POEM)، والجمعية المغربية لأمراض الدم والأورام لدى الأطفال (SMHOP)، وجمعت 52 مشاركًا من 12 دولة في المنطقة. شملت اللجنة العلمية ممثلين من منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط ومنظمات مرموقة تعمل على جعل الرعاية التلطيفية للأطفال متاحة، مثل منظمة الصحة العالمية (WHO)، والشبكة الدولية للرعاية التلطيفية للأطفال (ICPCN)، و”سانت جود غلوبال”المجموعة الفرنسية الأفريقية لأورام الأطفال(GFAOP) ، وتعاون سرطان العالمين . (TWCC) شارك في الورشة أطباء وممرضون وعاملون اجتماعيون وصانعو سياسات، حيث تبادلوا الرؤى وطوروا استراتيجيات تعاونية لمعالجة احتياجات الرعاية التلطيفية للأطفال في المنطقة.
المحاور الأساسية والتعلم التفاعلي
تمت هيكلة البرنامج عبر ثلاثة مستويات: “الميكرو” (المريض)، “الميزو” (المؤسسي)، و”الماكرو” (الإقليمي)، لضمان دمج وجهات نظر متنوعة والعمل الجماعي في تقديم رعاية شاملة. من خلال مناقشات تفاعلية قائمة على حالات واقعية، ومحاكاة، وأنشطة جماعية، اكتسب المشاركون معرفة في إدارة الألم، والقضايا الأخلاقية، ومهارات التواصل، ودمج الرعاية التلطيفية في أنظمة الرعاية الصحية. تم التركيز على الحساسية الثقافية، وهو عامل حاسم في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط، وتم توجيه المشاركين لتحديد أولويات قابلة للتنفيذ لتعزيز الرعاية التلطيفية للأطفال في بلدانهم. هذا النهج جسر الفجوة بين النظرية والتطبيق مع التأكيد على التعاون لدمج الرعاية التلطيفية على المستويات المؤسسية والوطنية والإقليمية.
تغيير السياسات وتوعية المجتمع
برزت الدعوة كركيزة أساسية للتقدم، حيث تم حث المشاركين على إشراك صانعي السياسات للاعتراف بالرعاية التلطيفية للأطفال كأولوية صحية وتعزيز الوعي العام ومشاركة المجتمع. أضاءت المناقشات حول العمل
المستمر في المنظمات غير الربحية الخاصة وكذلك المؤسسات القائمة على الأسس أو المنظمات غير الحكومية والخاصة المشاركين حول استراتيجيات إنشاء برامج الرعاية التلطيفية. كما أبرزت هذه المناقشات التحديات المشتركة والفريدة، مما وفر فرصًا للمشاركين للتعلم من بعضهم البعض والتعاون.
ومن الجدير بالذكر أن الحاجز اللغوي قد تلاشى من خلال خدمات الترجمة المباشرة المقدمة في الموقع.
نحو نظام رعاية تلطيفية مستدام
كانت ميزة فريدة من نوعها للورشة هي تركيزها على الاستدامة. التزم المشاركون بالتعليم المستمر والمشاركة المجتمعية وجهود الدعوة، مما يضمن أن يمتد تأثير الورشة إلى ما بعد انتهائها. من المتوقع أن توفر الشراكات مع منظمات مثل منظمة الصحة العالمية، والشبكة الدولية للرعاية التلطيفية للأطفال، و”سانت جود غلوبال”، وتعاون سرطان العالمين دعمًا مستمرًا. بالإضافة إلى ذلك، تهدف الجهود لدمج الرعاية التلطيفية في التعليم الطبي قبل وبعد التخرج إلى تجهيز مقدمي الرعاية الصحية المستقبليين بمهارات الرعاية التلطيفية.
الخلاصة
يمثل نجاح ورشة العمل الإقليمية الأولى متعددة التخصصات للرعاية التلطيفية للأطفال علامة بارزة في بناء إطار قوي للرعاية التلطيفية للأطفال في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط. من خلال تعزيز التعاون وتوفير منصة لتبادل المعرفة وتطوير المهارات العملية، تؤسس هذه المبادرة لنهج رحيم ومستدام ومتعدد التخصصات للرعاية التلطيفية، مما يضمن أن الأطفال في المنطقة الذين يعانون من أمراض مهددة للحياة يتلقون الرعاية التي يستحقونها.